تحليل خاص | البرتغال وغانا.. هل استحق كريستيانو رونالدو التسجيل؟

بعد الهدف الأوَّل للبرتغال تمَّ فكّ الكثافة العدديَّة في الدِّفاع الغاني والهجوم من الخمس ممرات ونتيجةً لذلك في الدَّقيقة 73 تمَّ تسجيل هدف التَّعادل من خلال اختراق من الجانب الأيمن وعرضيَّة وإنهاء ممتاز.

تحليل خاص | البرتغال وغانا.. هل استحق كريستيانو رونالدو التسجيل؟

(Gettyimages)

أسفرت مباراة منتخبي البرتغال وغانا مساء، الخميس، عن فوز الأول بثلاثية مقابل هدفين للأخير على استاد "974" ضمن ختام مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات.

وسجل للمنتخب البرتغالي، اللاعب كريستيانو رونالدو، في الدقيقة 65 من ضربة جزاء، وجواو فيليكس في الدقيقة 78 ورافاييل لياو في الدقيقة 80، في المقابل سجل لمنتخب غانا أندريه أيو في الدقيقة 73 وأوسمان بخاري في الدقيقة 89.

تشكيلة المنتخبين

بدأ المنتخب البرتغالي المباراة بخطَّة 4-1-2-1-2 الماسّي؛ حيث تواجد دييغو كوستا في حراسة المرمى؛ جواو كانسيلو، روبين دياز، دانيلو بيريرا ورافاييل جوريرو في خطّ الدِّفاع؛ في المحور تواجد اللّاعب روبين نيفيز؛ في الوسط لعب كلّ من برونو فيرنانديز واوتافيو دا سيلفا؛ برناردو سيلفا شغل مركز صانع الألعاب خلف المهاجمين كريستيانو رونالدو وجواو فيليكس.

بدأ المنتخب الغاني المباراة بخطَّة 5-4-1 الدِّفاعيَّة؛ آتي زيجي في حراسة المرمى؛ أليدو سيدو، اليكساندر دجيكو، دانيال أمارتي، محمَّد ساليسو وعبد الرَّحمن بابا في خطّ الدِّفاع؛ محمَّد قُدُس، توماس بارتي، ساليس عبد الصَّمد وآندريه آيو في خطّ الوسط، وفي المقدِّمة تواجد المهاجم ايناكي ويليامز.

الشَّوط الأوَّل

بدأ سانتوس اللِّقاء بخطَّة 4-1-2-1-2 الضَّيِّقة، حاول من خلالها السَّيطرة والاستحواذ على اللَّعب، تزامنًا مع تراجع المنتخب الغاني. مع مرور الوقت تحوَّلت هذه الخطَّة إلى 4-2-2-2/4-4-2 بتوجُّه كل من بيرناردو سيلفا/ أوتافيو إلى الجهة اليسرى، وبرونو إلى الجهة اليمنى.

خلال العشر دقائق الأولى وصل المنتخب البرتغالي لفرصتين أهدرهما كريستيانو رونالدو، باستثناء هاتين الفرصتين لم تكن للبرتغال أي فرصة في الشَّوط الأوَّل، فلاحظنا عقما هجوميا شديدا لديهم بسبب البطء في عمليَّة بناء اللَّعب، الاعتماد على الكرات الطويلة في العمق والتي لم تجدِ نفعًا بسبب الكثافة الدِّفاعيَّة في الوسط التي خلقها المنتخب الغاني، بالإضافة إلى عمد تفعيل الأظهرة هجوميًا خلال هذا الشَّوط.

حتّى الدَّقيقة 30 كان يضطر برونو أن يعود إلى الخلف لاستقبال الكرة ومحاولة بناء الهجمة، بدلًا من أن يبني نيفيز الهجمة ويخترق برونو منطقة العمق أو الأطراف، بعد ذلك تغيَّر اللَّعب قليلًا، فأصبح يبني نيفيز الهجمة تارَّةً، وبيرناردو تارَّةً أخرى. بسبب هذا التَّغيير في عمليَّة بناء اللَّعب، لاحظنا بناء لعب أسرع، وتواجد للاعبين برتغاليّين أكثر في منطقة الجزاء.

بالنِّسبة للاعبي غانا فلم يكن لديهم خطَّة لعب هجوميَّة واضحة، فعند قطع الكرة يشتِّتونها إلى الأمام ويعيدونها إلى الدِّفاعات البرتغاليَّة بسبب ضعف أداء ثلاثي المقدِّمة بالنِّسبة لغانا.

بعد الدَّقيقة 30 تحسَّن الوضع قليلًا، فأصبح يبني توماس بارتي الهجمات بتدوير الكرة بينه وبين زملائه لكن دون أي تهديد يُذكر على المرمى البرتغالي.

الشَّوط الثّاني

استمرَّ فيرناندو سانتوس بالاعتماد على خطَّة 4-4-2 و4-2-2-2 الشكل كالتالي دياز وبيريرا ثنائي الدِّفاع، جوريرو وكانسلو أظهرة، في وسط الملعب نيفيز الذي يقوم بدور ارتكاز يسقط بشكل متكرر ما بين ثنائي الدِّفاع بغرض المشاركة في البناء والتَّحضير، برناردو سيلفا واوتافيو في العمق، على الأطراف وداخل منطقة الجزاء تواجد برونو وفي الثُّلث الأخير الثُّنائي الهجومي رونالدو وجواو فيليكس.

استمرَّ العقم الهجومي من الشَّوط الأوَّل بالنِّسبة للمنتخب البرتغالي، داخل المباراة لا يوجد فكر هجومي أو حل للاختراق أو الاستعانة بمبدأ التفوق العددي والنَّوعي، داخل الملعب الأمور مبنيَّة على ثلاثة أشياء؛ تمرير الكرة بشكل مستمرّ بعرض الملعب وفتح ثغرات بسبب تكتُّل غانا المتوسِّط والمنخفض بخطَّة 5-3-2 و5-4-1، استخدام الكرات المباشرة على رونالدو سواء كان جاهزا للتَّمرير أو لا وعرضيّات عشوائيَّة.

طوال 90 دقيقة كان المنتخب البرتغالي مستخدم لتلك الطريقة مع تجلِّيات من الأفراد مثل؛ تمثيل رونالدو ليحصل على ضربة جزاء جاء منها الهدف الأوَّل، تمريرة من برونو تلاها خطأ دفاعي من منتخب غانا لتصل الكرة إلى جواو فيليكس في الهدف الثّاني أو تحوُّل هجومي مثل هدف لياو الثّالث.

بعد الهدف الأوَّل للبرتغال تمَّ فكّ الكثافة العدديَّة في الدِّفاع الغاني والهجوم من الخمس ممرات ونتيجةً لذلك في الدَّقيقة 73 تمَّ تسجيل هدف التَّعادل من خلال اختراق من الجانب الأيمن وعرضيَّة وإنهاء ممتاز.

من خلال تحرُّك في الجانب الأيمن تمَّ استغلال المساحات التي نتجت جراء الضَّغط العالي الذي شنَّه المنتخب الغاني، سجَّل المنتخب البرتغالي الهدف الثّاني وسريعًا الهدف الثّالث عن طريق

فيليكس ولياو بفضل قدرات لياو العظيمة في التَّفوُّق النَّوعي وتمريرات برونو العظيمة.

نقاط تحليليَّة

* كرة القدم عبارة عن لاعبين ومدرِّب، ودور المدرِّب الرَّئيسي هو احتواء الجميع تحت هيكل تنظيمي متوان يمتلك القدرة على خلق الفرص والانتشار الجيِّد في التحوُّلات الهجوميَّة والدِّفاعيَّة، تدوير الكرة بطريقة صحيحة من خلالها يتم صناعة أكبر عدد من الفرص.

الإستراتيجية هي أساس كلّ شيء وتطبيقها يحتاج لمجموعة من التَّكتيكيات التي تتناسب مع جودة الأفراد بغرض الحصول على نتائج مثاليَّة.

إذا نظرنا إلى الكادر الموجود لدى المنتخب البرتغالي نرى أنَّ سانتوس يملك ترسانة من اللّاعبين في كلّ الخطوط، قادرة على تدمير الأهداف، لكن مباراة بعد مباراة نرى أنَّ المشكلة تكمن في المدرِّب، فهو قائد هذه المنظومة، وهو لا يملك التَّكتيكات والفكر المناسبين لإخراج أفضل ما لدى لاعبيه، كل ما يملكه هو الاعتماد على القدرات الفرديَّة والدِّفاع بخط دفاع منخفض والتَّحوُّلات الهجوميَّة بنمط عشوائي.

سانتوس فقير جدًا في استخدام الأفكار والأمور البديهيَّة في عالم التَّكتيكات وخلق الفرص والاختراق وتطبيق التَّفوُّق العددي والنَّوعي.

* استخدام برناردو سيلفا في الطَّرف الايمن أفضل من الوسط بكثير لأنَّه مميَّز في الدُّخول للممرّات الدّاخليَّة من الأطراف ولديه القدرة على تبادل أدوار مع الظَّهير، في الوسط يتمّ استنزافه بدنيًا.

* استخدام برونو في صناعة اللَّعب خلف المهاجم أفضل ويبقى العنصر الرَّئيسي في توزيع اللَّعب.

* هناك فجوة واضحة في الارتداد الدِّفاعي بين نيفيز وخطّ دفاع المنتخب البرتغالي.

* لو استغلَّ منتخب غانا عشوائيَّة البرتغال في الشَّوط الأوَّل وكان منظَّما في الثُّلث الأخير، كان بمقدوره تسجيل المزيد من الأهداف والخروج بنتيجة أفضل من هذه المباراة.

كلمة لا بدّ منها

عمومًا سيبقى المنتخب البرتغالي عاجزا أمام المنتخبات التي تدافع بخط دفاع منخفض وأمام منظومة اللعب المنظَّمة.

الجيل الحالي للمنتخب البرتغالي يستحق الكثير، كونه يمتلك قدرات كبيرة في الجانب التَّكتيكي والتِّقني والوعي والمرونة في تنفيذ الأدوار المركَّبة.

سانتوس يجب أن يدرك بأنَّ كرة القدم مكوَّنة من مجموعة من الأفراد وليس لاعبا واحدا فقط.

المنتخب البرتغالي حقَّق الانتصار بمساعدة قدرات الأفراد فقط.

رجل المباراة

برونو فيرنانديز؛ صاحب تمريرتين حاسمتين، وكان العنصر الرَّئيسي في توزيع اللَّعب.

التعليقات